الثلاثاء، 7 يوليو 2009
العسل المر وغطاء نباتي من أربعة ملايين شجرة (منقول عن صحيفة اويا الليبية)
تتربع هضبة الجبل الأخضر على مساحة 20 ألف كيلومتر مربع من الشمال الشرقي للبلاد، حيث يبلغ طول السلسلة 200 كم من منطقة الباكور في الغرب إلى وادي البقر للشرق من درنة، وعرضه 75 كم . وتبلغ أعلى نقطة فيه حوالى 850 متر فى منطقة الحمرى . وتمتد الشواطئ المطلة على طول السلسلة حوالي 220 كيلومترا بتنوع في التضاريس وانتشار الألسنة والخلجان، ويتميز مناخ الجبل الأخضر بالاعتدال فى الحرارة ويميل الى البرودة فى فصل الشتاء ويبلغ معدل سقوط الأمطار فيه حوالى 400 ملم سنوياً . سُمي بالجبل الأخضر لغطائه النباتي الكثيف من الغابات التي من أشهرها غابات الحمرى والبيلنج وبلعيد ، كما يضم الجبل الأخضر العديد من أحراش النباتات الدائمة الخضرة مشكلة غطاءً نباتياً كثيفاً من النباتات والأشجار، ويبلغ حوالى 1800 نوع من نباتات وأشجار العرعر، والبطوم، والشماري، والصنوبر، والخروب والبربش، والزيتون، والسرو، والبلوط ، إلى جانب كم من الأشجار المثمرة كأشجار التفاح والكروم، واللوزيات، وغيرها من الفواكه، يقدر عددها بحوالى أربعة ملايين شجرة، بالإضافة إلى الأعشاب والنباتات الطبية النادرة، التي تغذيها شبكة من عيون المياه الطبيعية المنتشرة في أغلب مناطق الجبل حيث يعد الجبل من أخصب مناطق الشمال الافريقي. وهذا الغطاء النباتي يوفر بيئة مناسبة لتكاثر أجناس متنوعة من الطيور والحيوانات البرية التي تتعدد أنواعها وفصائلها في المنطقة، كما يعد هذا الغطاء النباتي، بأزهاره مركزاً لإنتاج عسل النحل حيث يشتهر الجبل الأخضر بانتاج أجود أنواع العسل من الزعتر ونبات السدر، إلى جانب نوع من العسل يستخرج من أزهار نبات الشماري الذي يزهر في شهري الكانون – ديسمبر، وأي النار – يناير، ويعرف بالعسل المر الذي تشتهر بانتاجه منطقة وادي الكوف، والعسل المر ثبت أنه مفيد لعلاج أمراض الكبد كما يتناوله مرضى السكر لأنه لايرفع نسبة السكر في الدم، كما تحف الجبل الأخضر من الجهة الشمالية عدة شواطئ تنحصر مابين خضرة غابات الجبل وزرقة مياه البحر مكونة مناظر طبيعية خلابة من أشهرها شاطئ رأس الهلال والتميمي. هذا هو جبل الأساطير التاريخية التي رويت عن جمال طبيعة المكان عبر التاريخ، فهذه اسطورة مغامرات أبولو وقورينا والآلهة ليبيا وهروبها بعربتها الذهبية من جبل الأولمب إلى حدائق "زيوس الخالدة" ، تلك الأساطير التي نسجت في أثينا وروما، وأدت إلى احتلال المنطقة، وتأسيس لقيام مدن، وموانئ، ومراكز لتصدير المحاصيل والغلال إلى كافة دول العالم القديمة.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق